طوق الياسمين-نزار قباني
طوقُ الياسمينِ
شكراً..لطوقِ الياسمينِ
وضحكتِ لي...وظننتُ أنكِ تعرفينَ
معنى سوار الياسمين
يأتي بهِ رجلٌ إليكِ
ظننتُ انكِ تدركينَ....
وجلستِ في ركنٍ ركين
تتسرحين
وتنقطينَ العطرَ من قارورةٍ وتدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماكِ في الخفِ المقصبِ
جدولانِ من الحنين
وقصدتِ دولابَ الملابسِ
تقلعين...وترتدين
وطلبتِ أن اختارَ ماذا تلبسين
أفلي إذن؟
أفلي أنا تتجملين؟
ووقفتُ...في دوامةِ الأوانِ ملتهبَ الجبينِ
الأسودُ المكشوفُ من كتفيه
هل ترتدين؟
لكنه لونُ حزين
لونٌ كأيامي حزين
ولبستهِ
وربطتِ طوقَ الياسمينِ
وظننتُ أنك تعرفين
معنى سوارِ الياسمين
يأتي بهِ رجلٌ إليكِ
ظننتُ أنكِ تدركين...
هذا المساء
بحانةٍ صغرى رأيتكِ ترقصين
تتكسرين على زنودِ المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
في إذن فارسكِ الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
......
وبدأتُ اكتشفُ اليقينَ
وعرفتُ أنكِ للسوى تتجملين
وله ترشينَ العطورَ
وتقلعين
وترتدين
ولمحتُ طوقَ الياسمين
في الأرضِ...مكتومِ الأنينِ
كالجثةِ البيضاءِ
تدفعهُ جموعُ الراقصين
ويهمُّ فارسكِ الجميل بأخذهِ
فتمانعين
وتقهقهين
"لا شي يستدعي انحناك
ذاك طوق الياسمين.."
تحياتي.....