منتدى طلاب الحسكة
اهلا بك يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضواً في منتدانا كم يشرفنا أن تقوم بالتسجيل اذا رغبت المساهمة بالمنتدى
منتدى طلاب الحسكة
اهلا بك يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضواً في منتدانا كم يشرفنا أن تقوم بالتسجيل اذا رغبت المساهمة بالمنتدى
منتدى طلاب الحسكة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب الحسكة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اه منا معشر الحمير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إسماعيل
المديــر العام
المديــر العام



الٌاقامة: الٌاقامة: : سوريا - الحسكة
ذكر تاريخ التسجيل: : 06/05/2011

اه منا معشر الحمير Empty
مُساهمةموضوع: اه منا معشر الحمير   اه منا معشر الحمير Emptyالسبت أغسطس 27, 2011 8:14 am







كنا، نحن معشر الحمير، سابقاً نتحدث بلغة خاصة بنا، أسوة بكم معشر البشر، ھذه اللغة كانت جميلة وغنية، ولھا وقع
موسيقي جذاب كنا نتكلم ونغني . لم نكن ننھق مثلما عليھ الحال الآن. لأن النھيق بدأ عندنا فيما بعد، وتعلمون أن جميع
حاجاتنا ورغباتنا وحتى عواطفنا، نعبر عنھا الآن بالنھيق.
ولكن ما ھو النھيق؟ ھاق، ھاق.
ھو عبارة عن مقطعين صوتيين، أحدھما غليظ وثخين، والآخر رفيع، يصدران الواحد إثر الآخر.
ھذا ھو النھيق.. الذي بقي في لغتنا ، لغة الحمرنة، لكن كيف تغيرت ھذه اللغة حتى أصبحت بھذا الشكل؟
ألا يھمك معرفة ھذه الحكاية وكيف حدثت؟
حسناً إذاً ، بما أنكم تھتمون بذلك، سأرويھا لكم باختصار، لجم الخوف ألسنتنا وذھب بعقولنا ، وبسبب الخوف نسبنا
للغتنا الحميرية.
في غابر الزمان كان يلھو حمار ھرم وحده في الغابة، يغني بعضالأغاني بلغة الحمير ويأكل الأعشاب الغضة
الطرية، وبعد فترة من اللھو تناھت إلى منخريھ رائحة ذئب قادم، من بعيد. رفع الحمار رأسھ عالياً وعبّ الھواء ملء
رئتيھ وقال: لا يوجد رائحة ذئب، لا، لا ليست رائحة ذئب ، وتابع لھوه قافزاً من مكان إلى آخر، ولكن الرائحة أخذت
تزداد كلما دنا الذئب أكثر. ھذا يعني أن المنية تقترب.
- قد لا يكون ذئباً، قد لا يكون، ولذلك حاول الحمار الھرم أن يطمئن نفسھ، إلا أن الرائحة كانت تزداد باطراد،
فلما ازداد الذئب اقتراباً، كانت فرائصالحمار ترتعد رعباً، ومع ذلك كان يحاول إقناع نفسھ بأن القادم ليس
ذئباً.
- - إنھ ليس ذئباً، إن شاء الله كذلك، ولم يكون كذلك؟ ومن أين سيأتي وماذا سيفعل؟ وھكذا ظل الحمار الھرم
يخدع نفسھ، حتى بات يسمع صوتاً غير مستحب، صوت دبيب الذئب القادم.
- إنھ ليس ذئباً، لا ليس صوت ذئب، ولا يمكن أن يكون كذلك، وماذا سيعمل الذئب ھنا، ولمَ سيأتي؟؟؟
ومع اقتراب الذئب أكثر فأكثر أخذ قلب الحمار يخفق وعيناه ترتجفان، وعندما حدّق عالياً صوب الجبل، رأى
ذئباً مندفعاً مخلفاً وراءه سحباً من الغبار.
- آه آه.. آه إنھ ذئب، وكنت أحلم بذلك؟ قد يكون خيّل إليّ أن ما أراه ذئب أو كنت أحلم بذلك.
وبعد فترة ليست طويلة رأى ذباً قادماً من بين الأشجار، مرة ثانية حاول أن يطمئن نفسھ قائلاً:
- أتمنى أن لا يكون ما أراه ذئباً، إن شاء الله لن يكون كذلك، ألم يجد ھذا اللعين مكاناً آخر غير ھذا المكان؟ لقد
أصاب الوھن عيني، لذلك أخذت أرى ھذا الشيء ذئباً قادماً.
تقلصت المسافة بينھ وبين الذئب حتى أصبحت خمسين متراً. أيضاً حاول طمأنة نفسھ قائلاً:
- إن شاء الله أن يكون ما أراه ليس ذئباً، قد يكون حملاً أو فيلاً أو أي شيء آخر. ولكن لمَ أرى كلّ شيء بھيئة
ذئب؟
- - أعرف تماماً أن ما أراه ليس ذئباً ، ولكن لمَ لا أبتعد قليلاً.
أخذ الحمار الھرم يبتعد قليلاً ناظراً إلى الوراء، أما الذئب فقد اقترب منھ فاغراً فاه.
- حتى لو كان القادم ذئباً ماذا سيحصل... لا، لا لن يكون ذئباً، ولكن لم ترتعد فرائصي؟
جھد الحمار الھرم أن تكون خطواتھ أسرع، حتى بات يركضبأقصى سرعة أمام الذئب المندفع.
- آه كم أنا أحمق فقد صرت أظن القطّ ذئباً وأركضھكذا كالمعتوه، لا ليس ذئباً... زاد الحمار من سرعتھ حتى
أخذت ساقاه ترتطمان ببطنھ ومع ذلك استمر في خداع نفسھ قائلاً:
- حتى لو كان الذي أراه ذئباً ، فھو ليس كذلك، إن شاء الله لن يكون كذلك.
نظر الحمار الھرم وراءه فرأى عيني الذئب تشعان وتطلقان سھاماً نارية، وتابع ركضھ مطمئناً نفسھ بقولھ:
- لا ، لا يمكن أن يكون ذئباً.
نظر الحمار خلفھ عندما شعر بأنف الذئب يلامس ظھره المبلل، فوجده فاغراً فمھ فوق ظھره.
حاول الركضإلا أنھ لم يستطع ذلك لأن قواه خانتھ، فأصبح عاجزاً عن الحراك تحت ثقل الذئب، ولكي لا يراه فقد
عمد على إغلاق عينيھ وقال:
- أعرف تماماً أنك لست ذئباً.
لا تدغدغ مؤخرتي إني لا أحب مزاح اليد.
غرز الذئب الجائع أسنانھ في ظھر الحمار الھرم، ونھش منھ قطعة كبيرة، ومن حلاوة الروح، كما يقولون،
إرتبط لسان الحمار ونسي لغتھ.
- آه آه إنھ ذئب آه، ھو آه ھو .....
تابع الذئب النھش من لحم الحمار الھرم ذي اللسان المربوط، حيث لا يصدر منھ سوى آه ھو ... ھاق .... ھاق.
منذ ذاك اليوم نسينا أيھا السادة ، ولم نستطع التعبير عن رغباتنا وأفكارنا إلا بالنھيق.
ولو أن ذاك الحمار لم يخدع نفسھ، لكنا نجيد الحديث بلغتنا إلى الآن. ولكن ماذا أقول آه منا نحن معشر الحمير..
ھاق ... ھاق ...



عزيز نصرت نيسين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://has-student.syriaforums.net
 
اه منا معشر الحمير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب الحسكة  :: المنتديات العامــــــة :: الحكايا و القصص القصيرة-
انتقل الى: